السلام عليكم
حّبيت هنا أن أعيد موضوع قد طرحته من قبل عدة سنوات ما زلت مقتنع في اجتهادي فيه . قبل البدء فمن قرأ مواضيعي القليلة في المنتدى يعلم أنّي من الذين يؤمنون بأن الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله هو الرجل المبشّر به عن نبينا عليه الصلاة والسلام الذي سيجدّد الدين في زمن فتن اخر الزمان والملقّب بالمهدي والذي نعرف أنّه سيقاتل الدجّال. أمّا هذا فهو موضوع رأيت أن معظم المشاركين يختلفون معي فيه.
ولكن في سياق هذا الموضوع أحبّ أن أطرح موضوع متصل ألا و هي آية الدخان. فمن المعلوم أن في زمن المهدي (سواء كان بن لادن أو غيره) فالآيات العشرة الكبرى كلّها تحدث في زمنه و ليس هناك صحيح جاء عن ترتيبها و لكن معلوم اسمائها و صفاتها.
أنا أؤمن بأن آيتان قد حدثتا من الآيات الكبرى العشر و هما آية الدخان و آية الخسف بالمشرق.
أمّا هنا فسأتكلّم عن آية الدخّان و قبل البدء أحبّ أن أنبّه أحبابي هنا في المنتدى الذين يرونها ستكون دخان تأتي من الفضاء أو غيرها أنّ الدخّان آية. فعلينا أن نتدبّر أولا و نفهم ما هي الآية؟ فقد تكلّم في هذا الموضوع الشيخ صلاح الدين أبو عرفة المقدسي حفظه الله و بيّن خطأ من وصفوا الآيات التي أتاها الله النبيين بال "معجزات" حيث أنّ الآية تحويها حكمة يعرف بها صاحب القلب الرشيد بعد رؤيتها أنّ الله حقّ و أنّ الرسول الذي جاء بها على حق ربّه. و قبل البدء أيضاً أحبّ ان أذكرّكم بموضوع الشيخ صلاح الدين (و لا صلة لي به إلا أني أحبه في الله) والذي بيّن فيها سنّة اللّه التي لا تحوّل حيث أن عندما عاد فرعون على هيئة أمريكا عاد له موسى على هيئة الرجل الصالح أسامة. و {اينا في موضوعه أيضاً كيف أن حتى تفاصيل القصّة المذكورة في القرآن الكريم متشابهة بقصة أسامة و أمريكا. و لا مجال هنا لإعادة موضوع الشيخ صلاح الدين (و هو بالمناسبة لا يرى أن أسامة هو المهدي) و لكن أودّ أن أتوقف عند آية القاء موسى للعصى فخرّ السحرة ساجدين.
فاختصار كلام الشيخ صلاح الدين عن هذه الحادثة، سأل السؤال الذي ينبغي سؤاله ما هي "الآية الكبرى" في تمكّن عصا موسى من عصي سحرة فرعون؟ أي ما هي الحكمة فيها التي إذا رأها الناس ْامنوا بما جاء به موسى و علموا أن فرعون ليس "ربّهم الأعلى". وضّحها الشيخ بأنّ "العصى" رمز للسلطة و التحكّم و أنّ الراعي للغنم (و كل رسول كان راعياً للغنم) يتحكّم عليهم بعصاه. باختصار عندما رأوا عصا موسى تبلع عصي سحرة فرعون فقهوا أن سلطة الله قد غلبت سلطة الذي ظنوه من قبل ربهم الأعلى فخرّوا ساجدين و ْامنوا بربّ موسى و هارون.
و هنا أبدأ و أقول أني على يقين أنّ لهذه الحادثة تكرارها أيضاً في قصة أسامة و أمريكا و هي هي آية الدخّان و تذكّروا كلمة "آية".
أحداث 11/9 علم العالم و شاهدوا كيف أنّ أمريكا ليست بربّهم الأعلى فقد رأوا بأنفسهم سلطة الله على يد المؤمنين كيف دمّرت ما صنعوا واشتهر المجاهدون و عزّوا و دخل أيضاً في الدين ما لم يدخله في سنواتٍ عديدة ماضية. و كيف هي آية الدخّان؟ فهذا اجتهادي في سورة الدخّان...
قال تعالى: "بل هم في شكِّ يلعبون": أي أن الناس قبل الآية في حالة شك لم تاتيتم بيّنة عظيمة بعد...والإنسان له حالتان هما اليقين (التوحيد) و الشكّ. يلعبون أي لا خوف لهم من عاقبة شكّهم هذا و هذا وصف دقيق خاصّة لعبدة أمريكا في التسعينات لمن يتذكّر كبريائها حينذاك.
"فارتقب يوم تأتي السماء بدخان مبين": نفهم أولاً أن الحادثة على الراجح تحدث في النهار و أنّه حادث يستحقّ الانتظار ففيه البشرى للمؤمنين والمفاجأة والبغتة على الكافرين. و نفهم أن المصدر هي السماء فتأتي بها السماء أي تحرّك مجيئها السماء. و نفهم انّه دخان و الدخان صدر عن الانفجارين في البرجين و ما زال صورتها مثبتة في عقول معظم البشر الذين عاشوا ذلك اليوم. و رؤي الدخان حتى من أعالي السماء كما رأينا من صور المحطات الفضائية.
و نفهم أنّه مبين أي معظم الناس سيرونه و هذا تحقّق.
"يغشى النّاس هذا عذابُ أليم": نفهم أنه سيغشى الناس و هذا قد حدث و معظم الناس لم يتكلّموا إلا في هذا الحادث لزمن طويل بعد الحدث. و نعلم أن آية الدخان عذابُ أليم و هذا لا شكّ فيه فالضربات كانت أليمة في أكثر من درجة منها العسكرية والاقتصادية والنفسية.
"ربّنا اكشف عنّا العذاب إنّا مؤمنون": و من يقل أنّ هذا لم تكن لسان حالهم وقت الخدث فعليه أن يراجع لقطات الضربات و يسمع صرخاتهم Oh GOD! و غيرها. و نعلم أنّ نسبة عالية جدّا من الأمريكان أصابهم خالات مختلفة من الحالات النفسية نتيجة الضربات فمما لا شكّ فيه أنّهم كانوا في حالة عذاب.
"أنّى لهم الذكرى و قد جاءهم رسول أمين": و هذا الرسول هو الداعي الناس إلى رسالة جدّه خاتم النبيين محمّد صلّى الله عليه و سلّم، الشيخ أسامة بن لادن حفظه الله، و قد تكلّم معهم عدّة مرّات بواسطة الفضائيات قبل الحادث و قال لهم قول موسى "أرسل معي بني إسرائيل" أي توقّف عن تعذيبهم الظالم واتركنا ندعوهم إلى تطبيق شريعة الله فيهم.
"فتولّوا عنه و قالوا معلّم مجنون": و هذا الكلام قالوها واستهزأوا به و رأى معظمهم من كبريائهم حينئذ أن لن يكون لكلامه تطبيق...و قالوا تعلّم الإرهاب من المصريين و قالوا مجنون يريد أن يعيد البشر غلى القرون الوسطى وو غيرها و لا حول و لا قوة إلا باالله.
"إنّا كاشفوا العذاب قليلا إنّكم عائدون": و عادت أمريكا إلى غطرستها بل أكثر و دخلوا أراضي الإسلام علناً و ذبحوا و استحيوا و سرقوا و سجنوا واستهزؤوا بالدين و لكن هيهات هيهات الآية التي بعدها...
"يوم نبطش البطشة الكبرى إنّا منتقمون": وهذه البطشة ستكون شديدة حيث أنّها "الكبرى" و سيحدث فيها الانتقام والانتقام هو شيء عليه أن يخاف منه كل ظالم و تابعه فكم قتلوا خلال السنين...و ما الانتقام إلا المساواة في ردّالفعل و ربما سيكون هذا على هيئة ضربة نووية والله أعلم.
و إذا تابعت الآيات بارك الله فيكم فستجد أن الله سبحانه و تعالى ينتقل من هذه القصة إلى قصة من بعدها؟ إلى قصة موسى عليه السلام...فتدبّروا...
والله أعلم
مع اختكم
malak